الجمعة، 3 فبراير 2017

الأملود




أمي التي مارست عليّ نصف قهرها الموروث حذرتني من تساهلها الجم معي
 قائلة :  أنت فتاة ترتاد المدارس.. أشعل التعليم في رأسك فهما عصيا علي.. لكنه لن يعجزني في اتخاذ ما هو مناسب لك.. ثم طلبت مني الانتقال إلى مكانها لأرى من نافذة الحافلة ما يشغلني عما غرقتُ فيه وأنا أطالع أيقونة بديعة كانت في موضعي الاول.. وتلك الايقونة كانت لفتى قمحي اللون
فاحم الشعر بملامح منمقة أوقدت شهيتي للنظر دون أن أنتبه لسنّهِ المماثل لسنّي وقد تجاوزت التاسعة بقليل .. واُعَدُ لقالب التجميد .
تلك الحادثة وما تلاها من مراقبة مزعجة من سيدة التعاليم -أمي- تركت في نفسي هلعا من كائن جائر يدعى الرجل, فهو بئر مسحور يلتقم من ينظر فيه .. او هو كائن بروح شيطانية يمتص روح من يتجرأ على النظر في وجهه, أو ربما هو مندوزا يحيل الناظر في عينيه الى حجر بلا روح .
الفتاة التي نسيت نبضها في الحافلة وهي تتأمل أيقونة البديع, ما زال وجه الصبي عالقا في مياه روحها النقية, أما المرأة التي أصبحت عليها فأملود منمق محشو بأبجديات الصواب غارق في كمونه, تهشم اثر صوت رجولي واثق يطرح سؤاله:  
أمي لم لا تنظرين إلى وجهي؟

0 التعليقات: