أيقظتني الحرارة المرتفعة
في الغرفة.. .. بخطى متثاقلة نهضتُ لأدير مفتاح مكيف الهواء. فتحت باب غرفتي التي تجاور
السلم.. نزلت إلى الأسفل أبحث عن كوب ماء أروي به عطشي الذي أزداد مع ارتفاع حرارة
الطقس.. استدرت إلى اليمين حيث يقع المطبخ .. كانت جميع غرف النوم في الدور الأعلى
.. أما الأسفل فيوجد به بهو كبير نستقبل فيه الضيوف ومطبخ وبعض الغرف احداها كان مكتبا
لأبي.. والأخرى لاستقبال ضيف خاص جداَ كصديقات والدتي ,مثلا, وثالثة أمارس فيها هواية
الرسم.
كان المطبخ مضاء وأمي
تجلس إلى جوار طاولة تتوسط المطبخ وبقربها رجل يقترب من الثلاثين . .
لا أعرفه.
تذكرت شعري المنكوش الذي
لمحته في المرآة عند خروجي من غرفتي..
رفعت يدي أمسد شعري وأنا
بقيد الارتباك..
قالت أمي اقتربي لأعرفك
بهذا الشاب الوسيم.. طوقتني الدهشة أكثر لحديث أمي, فهي لا تمدح أولادها فمن هذا الذي
تعامله أمي بكل هذا الود؟.. وتهامسه في منتصف الليل!..
حاولت النوم.. تصارعت
مع وسادتي مطولاً تارة أرفعها فوق وجهي وأخرى أدفسها تحت رأسي الضاج بهذيان غير مألوف.. ما فتأت التساؤلات تقرقع في رأسي كما تقرقع نافذة في ليلة تهزها العواصف
والرعود.. أيعقل أن خالي الذي سافر قبل ثلاثون عاما, يتذكر أمي فجأة ويرسل لها ولده ليدعوها لزيارته.
- ولماذا لا يأتي هو.. ما الذي يمنعه؟..وأمي المسكينة تكاد تطير فرحا لوجود واحد من أفراد أسرتها.. فبعد وفاة والديها لم يتبق لها سوى خالي.. كانت تمسك معصم ولده وكأنها تخاف عليه أن يطير في الهواء.. هو أيضا كان أليفا معها.
- ولماذا لا يأتي هو.. ما الذي يمنعه؟..وأمي المسكينة تكاد تطير فرحا لوجود واحد من أفراد أسرتها.. فبعد وفاة والديها لم يتبق لها سوى خالي.. كانت تمسك معصم ولده وكأنها تخاف عليه أن يطير في الهواء.. هو أيضا كان أليفا معها.
ترى من أين اكتسب تلك
الملامح؟
في أغلاق عينيّ؛ فأنا الآن وسط نور غسل عتمة المكان وأعطى للأشياء ألوانها وصفاتها.. هو الصباح إذن.. غادرت سريري وقبل أن أنزل إلى الأسفل, راقبت وجهي.. جمال عربي عادي.. هل يمكن أن أُلفت انتباهه.. النساء في تلك البلاد لا ينقصهن الجمال.. يا لحماقتي.. وضعتُ شالاً على
رأسي لأبدو أكبر من سني
ولأبدو أكثر وقارا.
لا يسألني أحد لمَ فأنا نفسي لا أعرف لماذا؟
بعد وجبة الإفطار جلست
أمي , كالمعتاد, على شرفة تطل على حديقة المنزل وكنت كل صباح أجلس بقربها نناقش جدول
اليوم كاملاً خاصة وأننا في موسم الإجازة الصيفية.. والخروج إلى الأسواق لشراء ما نحتاجه
وما لا نحتاجه هو متعتي الأولى.
نادتني أمي وأصرت على
جلوسي معهما.. جلست أمي دقائق ثم انصرفت!
رفع عينيه في وجهي بجرأة
أكبر من التي كانت بوجود أمي.. بدأ يتحدث بود وطيبة.. ولأني لم أتعود إلا الصراخ والكلام
الجاف من أبي وأخوتي فقد أربكتني معاملته, كنت أظن أن الرجال كلهم مثل أبي وأخوتي..
ليس عندي معلومات كافية عن الرجل بشكل عام ولكني أظن أن حديث هذا الرجل فيه شيء
قالت: سأذهب إلى أبيك
أُعطيه قائمة طلبات غداء اليوم.. ذهبت أمي وبقيت معه في المطبخ نشرب العصير وهو يتكلم
بلغة عربية طلقة لولا بعض المصطلحات كانت تغيب عنه, سألته:
يحرك
حواسي.. نهضت وتركته بمفرده.. سمعت أمي تتحدث في المطبخ فاتجهت إليها ووجدتها تحمل
كوبان من العصير.. رن جرس الهاتف أخذت تتحدث فيه.. وتشير إلي أن أحمل العصير لي وللضيف..
جاء صوته من ورائي.. فجأة.. قال سنشرب العصير هنا ارتفع شعر رأسي كله حتى كأني احسست
بأذني تنتفضان.. أشارت أمي إليّ بالجلوس معه.
- كيف تعلمت العربية..
-
أجاب: من قراءة القرآن ومن أبي
فهو في المنزل لا يتحدث إلا العربية.. كان يتحدث وأنا أنصت إليه باهتمام, برغم اني
أستطيع تمييز بعض كلماته ونظراته بدقه حينذاك , لكني كنت أحسه يهوي باتجاهي وكنت أتساءل
كيف أوقف ارتماء هذا الكائن نحوي؟
أيام وأنا أراه أمامي في كل مكان.. في الحديقة..
في المطبخ.. في البهو.. لا يتردد في إغداقي بنظراته وعسيل كلماته كلما سنحت له الفرصة..
أما أنا فكنت أُراقبه من البعيد.. من زاوية مغلقة في قلبي.. أراقب وجه نحتت الثقة قسماته,
وتقمصت تصرفاته. ربما أثار فضولي ,في البداية؛
هيئته ووسامته.. لكن الثقة التي تصل حد الغرور,غالبا, ما تترك لديّ انطباعا سيئا يجعلني
أوغل بعيدا عن الطرف الآخر. أحيانا اُجبر على التعامل معه وأتمنى لو أنه يجيد مخاطبة
العقل والقلب.. لو أنه متفهما وقورا فلطالما أحببت الرجل الوقور, غير متعاليا ولا لحوحا
ولا واثقا من مجاراتي له ..تمنيته ودودا .. يجيد صياغة الإحساس.. يجيد إدارة الحديث
مع أنثى.
في اليوم الرابع من زيارته دخلت أمي لتسألني رأيي
في قريبي الشاب النصف عربي.. أذهلتني المفاجأة .
أجبتها ببساطة: بأنني
لا أستطيع الارتباط به.. فمنذ مجيئه لم يسمح لي بإكمال جملة مفيدة في حضرته.. و أكاد
أجزم بأن رأيي لن يتغير.. نحن شخصيتان مختلفتان.. هو أنسان بشخصية طاغية يتعامل مع
ظاهر الأمور..
وأنا فتاة أحب الهمس بالمشاعر
والانسياب معها دون ضجيج.. أحب الاستغراق في أدق تفاصيل لحظات الرومانسية.. أعشق الإنصات
لترانيم النبض العاشق..
قالت أمي: أنا أعرفك فانتي
عنيدة قلما تتغير آرائك.. خرجت غاضبة وتركتني...
كان عليه الرحيل في اليوم
التالي, لكن لسبب ما تأجل سفره عشرة أيام أخرى..
في اليومين الأولين كان
يُيمم وجهه شطر أي جهة لا أكون فيها.. ترى هل نقلت له أمي رأيي فيه بصراحة.. لا يهم
...بدأت ملامحه تستعيد هدوئها في اليوم الثالث.. وأصبح ينظر إلي كأي فرد في العائلة.
لغياب أبي في العمل واستغراق
أخوتي في النوم إلى وقت الظهيرة كنا أنا وأمي وهو (ثلاثي الضحى) نقضي وقت الضحى معاً
حتى انتهت العشرة أيام.. أما بقية اليوم فكان يقضيه بمعية أخوتي.. خلال تلك الأيام
تعرفت عليه بشكل أفضل وذلك عندما بدأ يتعامل معي بشكل متزن, وبدأ يخاطب عقلي فأجده
تارة يتحدث عن الرسم.. أحب هواياتي إليّ.. وتارة حول الدراسة فأنا ما زلت في سنتي الثانية
في الجامعة.. وكثيرا, كثيرا ما كنا نناقش الأمور
الحياتية والدينية.. وكان أكثر جلوسنا على الشرفة التي تطل على الحديقة في الدور الأول..
توغل في داخلي إحساس عميق
نحوه..
وبدأت أتقن الحوار معه..
بل بدأت أدمنه.
عندما أزفت ساعة الرحيل..
تحرك شيء بداخلي, ربما الخوف من فقدانه.. أو الندم لاستعجالي برفضه.. فقد أثار فضولي
من البداية.. لكن معاملته لي وكأني حق مكتسب.. أزعجتني.. لمحت في عينيه أسف أو حزن..
لا أدري .. أحسست أن في ابتسامته ألم يدوي صداه في قلبي.. غادرني الوقار الذي طالما
تغنيت به.. خذلني إحساس أتقنت محاصرته فتمرد ..خرج مصحوبا بدمعات ثائرات عجزت عن إخفائهن..
عللت فيض مشاعري بكلمتين:
- لا أحب الوداع
بعد خروجه أصبح فؤادي
فارغا.. كأن الهواء يمر من خلاله.. تزاحمت مشاعر كثيرة في صدري.. مشاعر ضعف لم تكن
يوما من خصالي..
مرت أيام الشهر الأول
بصعوبة.. كنت أتخبط في ضجيج الذكريات.. أصبر النفس بجميلها وأقنعها أن الأمور إلى مرور..
وكنت أسأل أمي عنه بين
الحين والآخر عسى أن تجود لي بأي خبر يسر قلبي الذي عصاني وتبعه, بيد أن أغلب حديثها
كان حول خالي والوصية.
مر عامان آخران, أنهيت
تعليمي الجامعي ولم أنتهي منه.. فقد ملأت الذكريات حياتي.. وبقيت رهينة الماضي أتذكر
وجه, حديثه, وده.. سألت أمي ذات اشتياق عنه.. هل تحدثه في الهاتف كما تحدث خالي.. هل
يأتي على ذكري.. ماذا كانت تقصد بحديثها السابق عن رأيي فيه؟
هل حدّثها عني فعلا أم أنها اخترعت الموضوع.. فأنا
أعرفها.. كلما نظر أخي الأكبر لفتاة من العائلة, سألته إن كان يريد الزواج بها.. نظرت
أمي إليّ بعتب وقالت: ليس في موضوع كهذا.. أعرف أنه سؤال سخيف.. كنت أود الحديث عنه
فقط.
نادرا ما تتغير قناعاتي..
أستغرب كيف تغيرت إلى هذا الحد فقد أصبح هاجسي الذي لا يغيب.
بعد انتهاء الدراسة صارت
الإيام رتيبة.. وأبي لا يشجع عمل المرأة لذا كان عليّ انتظار فارس الحلم الذي قد يأتي
وقد لا يأتي ولا يهمني مجيئه.. فمن أهتم لأمره غادر ولا أظنه يعود.
هذا الفرح الغامر كان لموافقة خالي تزويج ابنته لأخي
الاكبر.. فهل ستكتفي امي بهذا.. كانت تتمنى لم شمل العائلة من زمن بعيد وتتحدث بخصوص
وصية. فهل ستهبها الأيام ما تطمح اليه.. أحست أمي بما يدور في رأسي وقالت:
- أنا أحاول اصلاح ما
أ فسدتيه.
- أمي .. ما دخلي أنا ؟
- ليس لأخي غير ولديه
..إذا استقرا هنا فلابد أن يتبعهما ....
فهمت تودين استقطابه وأولاده
.. هل هناك شيء آخر بخصوص الوصية التي تتحدثين عنها ؟
- لقد وعدت ابي على فراش موته ان لأبيع منزله وأن أحاول إعادة اخي وأولاده
الى منزل العائلة كي يبقى المنزل مفتوحا .. كان الأمر صعبا بوجود أم الأولاد, أما وقد
توفاها الله فلامجال من تنفيذ الوعد الذي قطعته لأبي..
- جاء ولد أخيك قبل أكثر
من عامين وقلت انه جاء لأجلك .. هل هذا صحيح؟
- لا ..لم يأتي لأجلي
لقد جاء لبيع منزل العائلة .. كان يحتاج الى النقود .. لإنشاء عمله الخاص به. جاء عازما
على البيع لكنه ما إن رآك حتى تبدلت قناعاته .
- لما قلت ما قلته؟؟
- لكي لا يسمع أخويك بالموضوع
.. تعلمين انهما يودان الحصول على نصيبي ليبدا به مشروعهما الخاص .
- هل مازال خالي يفكر
في البيع؟
- طلبت منه شراءه , و
طلب مهلة للتفكير .. و اظن ولده لا يرغب بالبيع.
- لماذا .. هل يفكر بالعودة؟
- لا أظن خطيبته ترضى
....
كأنها تذكرت شيئا!..
ألم أقل لك انه خطب إحدى قريبات أمه رحمها الله . .
زُلزِل كياني لسماع خبر
خطوبته .. انسحبت من أمام أمي بصعوبة ولا أعرف كيف وصلت إلى ركني في غرفتي حيث انسابت
أدمعي بحرقة موجعة طوال ليل أمعن في تباطئه ووحشته.
......................
لقرب قدوم عروس أخي.. كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق, تغير أثاث المنزل كله ماعدا غرف نومنا أنا وأخوتي.. ستسكن العروس هنا كان شرطها أن تعيش معنا لأنها تعشق الأسرة, فقد عاشت بعد موت أمها شبه وحيدة لانشغال والدها في عمله وأخوها في دراسته ومن ثم عمله...
كلما حاولت تضميد قلبي,
جن جنونه, وأوغل في تمرده, بت أخشى سماع أخباره لما يعتريني من حزن وانكسار لذا لزمت
بوتقتي مسدلة ستار لا مبالاة زائفة بيني وبين عائلتي.
- سيحضر أخي وأولاده يوم الأحد .. سألتها : من أولاده فليس لديه غير بنت وولد.. أجابت نعم سيأتي مع ولده وأبنته
تلك الليلة جادت السماء
ببعض رهامها .. أحسست أن قلب يغتسل مع قطرات المطر القليلة التي سقطت.
شكرت الله بركعتين أفرغت
فيهما ما أعتمر بداخلي لعامين.. فأنا سأراه بعد غد ولا يهم إن كان سيصبح لامرأة أخرى...
تركت السماء بعض رضابها
على الأرض ليأخذ رائحتها النسيم ويبعثره على النوافذ المفتوحة, وأنا وحدي من كنت أراقب
رقصة النسيم وأبتهل بالدعاء وهكذاقضيت ليلي حتى أطل الفجر...
ذهب أبي وأخي لاستقبال
خالي وأولاده.. لبست أجمل ما رأيته في المجموعة التي أحضرتها لي أمي لهذه المناسبة..
نثرتُ شعري الأسود ووضعت بعض المساحيق ولم أترك المرآة حتى رضيت عن نفسي .. كنت قُرب
الباب عند دخول خالي الذي عانقته بقدر زمن الوجد الذي اصطليت فيه, دخلت العروس عانقتها..
رحبت بها.. ثم دخل أبي وأخي وأقفلا باب المنزل!.. إذن ..اين هو.. لمَ لم يأتي!
ضج قلبي كطفل صغير وأسرع
بضخ تيار ساخن في وجهي وعيناي.. أسرعت بارتقاء السلم.. لتواريني غرفتي.. رمسي الذي
أدفن فيه شجني وإحباطاتي...
ما زلت في احتراقي عندما
دخلت أمي تعاتبني وتقرّعني عما فعلته في حق الضيوف وتسألني: كيف أعود إلى غرفتي بهذه
السرعة وهناك شابة في مثل عمري عليَّ الترحيب بها ومسامرتها في مكان خاص ريثما ينتهي
الرجال من الحديث حول خطة تنفيذ الزواج.
ثم إني .................. ماذا .. لم أسمع جيدا............. ماذا قلتِ؟ هل اتى؟
أعادت أمي ما قالته:
-
نعم .. لقد استوقفه بعض الأصدقاء
الذين تعرف عليهم في المرة السابقة .. تحلقوا حوله قرب المنزل, وقد سأل عنك فور وصوله.
ألقيت نظرة سريعة على
وجهي وانطلقت إلى الأسفل.. قلبي المغلوب على أمره خرج يرفرف قبلي.. كنت ببداية السلم
الذي يتوسط البهو ..عندما لمحته يجلس بقرب أبي, لا أعرف هل غادرتني روحي أم أني تعثرت
فهويت على السلم ليرتطم جسدي بأول درجاته إلى منتصف السلم .. تلقاني بيديه .. أسندني
الى أمي التي كانت تقف خلفي .. غضب ابي من هذا الموقف.. لكنه تمالك نفسه .. وقال: عجبا
كيف استطعت أن تقطع هذه المسافة في هذه الثواني القليلة, لقد كنت تجلس بقربي.. كان
باستطاعتي الوصول إليها.. قاطعه خالي وهو يبتسم:
-
لقد طار.. طار في جزء من الثانية
.. ماكنت أظن أني سأرى ولدي يطير.. ثم أردف بلهجة فيها شيء غير بيّن: ترى ما الذي يجعل
الأنسان يحلق يا صهري العزيز؟
كان طيرانه حديث الجميع
.. تحليق يفوق قدرة أي انسان.. و.. و ولم يتكلم أحد عن سبب سقوطي.. لا يعرفون ان رؤيته
سلبت نبضي.. كشفت ضعفي.. فهويت .. قالت لي أمي لا أظنك ترفضين هذه المرة ...
-
والاخرى..
- لا توجد اخرى.. كنت اسويك ...
- كنت اعرف انك جذر هذه العائلة وفرعها .. انت السر كله.
- وأنا من أحضره لك .. وعدته .. فلا تخذليني.
-
هل كنت على اتصال به؟
-
هل كنت سأسمح بمرور هذه الفرصة التي صاغها الله .. ماكنت لأضع افضل منها
للم شمل هذه العائلة.
أومأت برأسي وابتسمت
........
أنشغل ابي بحديث طويل
على الهاتف.. بعد أن أكمل مكالماته, ألتفت إلى خالي وقال:
- أعذرني.. انشغلت عنك ببعض المكالمات
الهامة بخصوص الفرح, أما الآن فعلينا أستدعاء مأذوناً شرعياً ليقوم بعقد قران هؤلاء الأربعة..
أعرف اننا تناقشنا في هذا الموضوع من قبل واتفقنا تقريبا ولكن بعد ما رأيته.. فلا يمكن لرجل يطير من أجل ابنتي أن ينام تحت سقف بيتي بدون
عقد قران.
0 التعليقات:
إرسال تعليق