الأربعاء، 25 يوليو 2012

الهي


اللهم فاطر السموات والأرض ربي ورب كل شيء,  خالقي ورازقي وكافلي في الدنيا والآخرة اغفر لي وتجاوز عني واكتبني في هذا الشهر من المغفور لهم العتقاء من النار السعداء في الدارين.

إلهي ليس لي رب غيرك ولا أعرف سواك أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين.

اللهم إني أمتك خلقتني وتعلم ضعفي وتعلم سري وعلانيتي وتعلم خفايا نفسي ارحم اللهم برحمتك ضعفي واغن بكرمك وفضلك فقري واجبر كسري ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى غيرك طرفة عين.

أنت ربي وملاذي تعلم وحدانيتك في قلبي فاتمم نعمتك علي ورضاك اكرمني بلذة المناجاة في الليل والنهار وأدخلني في كنفك وأعذني من فزع الدنيا والآخرة.

اللهم اقبل صلاتي وصيامي ونسكي وأجب دعائي يا من يجيب المضطر إذا دعاه أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت حركته وقلت حيلته دعاء الغريب الغريق الفقير الذي ليس له سواك فاقض اللهم حوائجي واغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين.

اللهم اجعلنا في الدارين ممن لا خوف عليهم ولاهم يحزنون وأذقنا يا سبوح يا قدوس لذة مناجاة أقبل ولا تخف إنك من الآمنين بفضل الله .. واكفنا يا كافي يا شافي الأعداء والأسواء بعوائد فوائد لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله.

اللهم تقبلنا وتقبل دعاءنا (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) اللهم أصلح أحوالنا وأصلح حال الأمة واهدها سواء السبيل ووفقها لما تحب وترضى, لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين, ولا حول ولا قوة إلا بك يا قوي يا متين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه وسلم

الخميس، 19 يوليو 2012


 




 


الثلاثاء، 10 يوليو 2012

رتابة


انزوي الى ركني مكتفية بحيزي الذي تشغله كتلتي ..أسدل ستائر الرضا وأكتفي ببعض الأماني التي يطرقها خاطري بحسن نية ..

أتقن العزوف عن المتشابهات كما أعجز عن الخروج عن المألوف.

عادية لدرجة السذاجة ...

ملتزمة لدرجة التخلف ...

لايخرجني من رتابة سيري الا تيارات الهواء الصادرة عن انطلاقات من حولي ..أتأرجح بفعل الهواء قليلا ..  يلفني الذهول وضجر الالتزام ثواني ..ثم ما البث أن أعود برتابتي المقيتة  لخط سيري..........
  ينام طموحي على صدفتي قريراً مطمئناً .. ففي الحلم متسع لتسلق  قمم الطموح وممارسة  كل ألهوايات.. اجتر الصبر والرتابة وتجترني الالام والإخفاقات .. ببطء يتثاءب الغسق في افاقي ولا يغادرها .. ويبقى الفجر ضريراً لا يهتدي الى مداي.

الأحد، 1 يوليو 2012

المفتون


آياته على محياها.. ينسدل شعرها الأسود إلى خاصرتها.. تحاكي رقتها عذوبة الندى ورقته.. اقتر
يقلقها انبهاره بالجمال أينما وجد..تخنقها لحظة يتجمد فيها مبتهلا في محراب جمال حسناء تمر أمامه, تجن من سهولة استسلامه ومن هوى نفسه التي تلعب به الإناث كما تلعب الريح بأوراق الشجر.
ما تفتأ تذكر كيف سبيت روحه عندما رآها أول مرة.. كيف ألغى عقله وسلمها زمام نفسه,وكيف نسي أمر زوجته الأولى وأودعها وأبنتها هاوية الهجر.. تحاصرها الظنون والخوف من مصير كمصير الزوجة الأولى.. تسأل نفسها مراراً وتكراراً
_ماذا أفعل؟ كيف أبقي هذا الرجل في قيدي؟
قد تكون على حق.. رجل بهذه المواصفات سيكون صعب على أي أنثى الاستئثار به وحدها.. وهي تخشى من أنثى لا تكتفي بالمرور في حياته كنزوة.. امرأة لا تكتفي إلا بمأذون شرعي ومهر وإشهار واستئثار تام.
أصبحت على حافة الجنون.. أنهكتها مراقبته.. وسأم محاصرتها له..أصبح يتحاشى الخروج معها أو الجلوس معها كثيرا.
تتفنن في إيجاد وسيلة تشغله بها عن النظر خارج إطارها.. ويتفنن هو في الصد مما زاد اشتعال هواجسها وظنونها التي أخذت تفتك بصحتها وتغذي فجوة بينهما أخذت بالأتساع.
عاتبته على إهماله..
ذكرته ليالي الود وأيام الصفاء..
استعطفته.. أظهرت له ضعفها أمام غيرة مجنونة تلتهم حناياها وأن الأمر كله ليس اختياري فقد غلبتها شقوتها.
صدق حديثها.
آخر ما توصلت إليه هو ملئ الفراغ الذي بدأ صقيعه يوغل في أعماقهما, لهذا لجأت إلى الحياة الاجتماعية والزيارات العائلية واستطاعت جذبه إلى عالمها الجديد الذي سايرها فيه وحثها عليه راجياً أن يقوم هذا النشاط الاجتماعي بتخفيف حدة التصادم بينهما, لم يكن يعلم بما يستعر تحت الرماد إلا تلك الليلة عندما كان بصحبتها في منزل أخته التي تقيم احتفالية سنوية بمناسبة انتهاء العام الدراسي لأولادها والعائلة, والذي صادف عيد زواجهما أيضاً, قدم لها هدية بمناسبة عيد زواجهما العاشر.. أزعجه تذمرها لعدم احتفالهما بهذه المناسبة معاً في مكان لا يشاركهما فيه أحد, رد عليها بإيجاز: كنت أخشى تذمرك من أي شيء تخترعينه فأنت لا تملين اختراع المشاكل.
خرج إلى الشرفة يحمل قطعة حلوى وفنجان قهوة.. أخذ يرتشف القهوة على مهل.. يستمتع بالليل وأضواءه الخافتة القادمة من شارع الحي الهادي الذي تسكنه أخته.. ويتنفس رائحة الشجر المحيطة بالمنزل مستغرقاً في تأمله, آملاً ألا تنقلب هذه الليلة إلى عتاب يعقبه انفجار...
اقتربت منه فتاة في الخامسة عشر من عمرها تضج الحياة في ملامحها, يتغنى الجمال بأروع 
آياته قي محياها أقتربت بخجل وسلمت عليه.. أبهرته.. تمتم : الفتنة تسير على قدمين.. وتسائل في نفسه: من أين هبطت هذه الحورية؟.... قبل أن يسترسل في موجة انبهاره, تذكر زوجته.. تلاشت أحلامه في الاستمتاع بالنظر إلى هذا المخلوق الخرافي التكوين.. لاحظ وجودها معه في الشرفة دون رقيب.. أخافه هذا الوضع كثيراً وأحس بالارتباك.. فكر في زوجته لو رأت هذا الوضع..حاول الخروج من الشرفة سريعاً.. نادته الفتاة بيأس:

_أبي لم أرك منذ عشر سنين!
توقفت الدماء في جسده .. أبت قدماه أن تخطو خطوة واحدة.. أخذها بين ذراعيه.. أخذ يعتذر لها عن عدم رؤيته لها كل هذه السنين وقال:
_ لقد عادت بك أمك إلى مدينتها..كان صعب علي الذهاب إلى تلك المدينة..و..
ابتسمت الفتاة وقالت بعتاب: لا تبعد مدينتنا عنك سوى ساعة ونصف تقريبا.ً....
استرسلت بعتاب:
أبي اعرف أخبارك .. جدتي وعمتي يحدثاني عنك وعن طوفانك كما يحلو لجدتي تسميتها كلنا نرثي لحالها.. ولحالك.
كرر أسفه وقال:
_ لقد أخطأت.. تركتها تتمادى في ظنونها حتى تحولت حياتنا إلى حطام.. ابتعدت عنك وعنها ولم أستطع تغيير نظرتها لي.. جنونها وغيرتها غطيا على ممارساتي الخاطئة أمام الناس....
كنت أظن أن مجرد النظر للجمال الذي نثره الخالق هنا وهناك لايؤذي. عرفت الآن أنه لا ينبغي علي الافتتان بالجمال إلى هذه الدرجه.. ليس لأنني الآن أمتلك فتاة بهذا الجمال وأريد أن ينظر الجميع إليها بكل الاحترام والأدب. بل لأنني اكتشفت أيضا أني أصبحت كهلا عليه التفريق بين الخطأ والصواب والحلال والحرام...
كان صادقا فيما قاله. رفع يده إلى السماء وقال: أعاهدك يا رب أن أغض النظر ما استطعت, لا أريد لابنتي أن يؤذيها أحد ولو بنظرة.. عاد لمعانقتها في اللحظة التي أطلت فيها زوجته.. والتي رمقتة بنظرا ت جنونية قبل أن تسقط مغشيا عليها.