الأربعاء، 8 أغسطس 2018

في مواجهة اللهب




خذلانك أعار صمتي لسان الشكوى, وأعار سمائي لون عتمة متاهتك. ظننت لحين إني اعتليت عرش السكينة بمعيتك, لم يخطر لي أن قلاعي كانت واهية على رمل الواقع حتى فاجأتني الموجة التي عرّتك... كنت فيما مضى عينا زرقاء الحكمة وقلب نسر لا ينهكه التحليق في فضاء المستحيل, أغمضت  العين لئلا يكون هناك غيرك وصلبت النسر على جذع امتناني لهامتك التي رضيت أن أكون ظلها.. فماذا فعلت غير قذفي إلى  قارب متهالك وسط زوابع وهزيع, وقلت آمرا كما هي عادتك:  خوضي مأساتي ولا تبحثي عن مجداف فقد سحب البحر ما طاب له مني!..
الآن لا أرى إلا كومة في كومة...
وصمتي الذي رددت صداه جبال الفجيعة, أصبح له لسانا لا يلهج بغير الآه وهذيان اليأس.
فـ يا أخ الخذلان هلا أعرتني طاقية التخفي التي تعتمرها منذ أمد...
أعرنيها فأنا الآن قاب قوسين من التكسر والتلاشي, ولن يجديك نفعا تبددي إذا تركتني طويلا في مواجهة اللهب.

بقلم أمل عبدربه