الأحد، 29 مارس 2015

الى بيدق اليمن








اقف.. أتأمل.. يصعقني تيار الأحداث.. أتساءل: أأرى ما أراه حقا.. أهذه اليمن؟.. أهذه الأرض التي أعشق؟ أشلاء ودماء وأحداث يشيب لها الولدان. أهذه أرض الإيمان والحكمة؟ أهذه القلوب الألين والأفئدة الأرق؟ كيف تصخرت وتسخرت إلى الحد الذي يشرب الأخ دم أخيه من أجل مخلوع أو طائفة بعينها أو حتى منصب.. لماذا؟ من يقود هذا الدمار ولمصلحة من؟ لمصلحة من كل هذا الدمار؟ لمصلحة من تسفك كل هذه الدماء الزكية؟ وأوجه سؤالي للبيادق, من تدفع بهم الكيانات العلوية إلى أتون الدم, أما للحفاظ على مكتسباتها أو للوصول إلى مآربها.. سؤالي لكم أنتم يا حطب الحرب: أترضى عزيزي البيدق قتل نفسك وحرمان ذويك منك ليصل طاغية إلى مبتغاه؟ عندما تدور رحى الحرب ويعم الدمار ماذا سيبقى لولدك وجيله؟  ألا يكفي حرمانه منك؟.. أتستكثر عليه وطن أو ما تبقى من وطن؟.. هل يجب أن تصنع تاريخ بؤسه بيدك؟ لم لا يفكر أحد في أطفالنا الممزقون على أرصفة الدمار؟!! .....
عزيزي البيدق: يا عصا الطاغية.. أرضك تمزق وشعبك يُباد وأنت ما زلت على إيمانك بوحوش المناصب وزناديقهم. ستفنى ولن يفنى الصراع ولن تصل إلى شيء.. وإن كنت لا تصدق فأقرأ التاريخ جيدا لئلا يضيع المستقبل.. اقرأ معي من تاريخ تلك الطُغم اليسير على سبيل التذكير.
من عقود لم تسفر التناحرات السلطوية إلا عن أوضاع وحكومات أسوء من بعضها أبقت البلاد على شفير الهاوية وتركت المواطن يعاني من التردي المستمر للحالة المعيشية والأمنية.. لم يؤخذ وضع المواطن بعين الاعتبار من أي من الحكومات.. الجميع أعد ما استطاعه للحفاظ على عرشه فقط.. قلة هم من يتذكرهم الشعب بالخير كـ إبراهيم الحمدي في الشمال وعلي ناصر محمد في الجنوب وإن كانت التناحرات قد بددت الكثير من جهدهم حتى اغتيل الأول وعزل الآخر..
الفوضى في الجنوب جعلت الرئيس الجنوبي السابق آنذاك علي سالم البيض يقدم الجنوب على طبق من فضة للرئيس المخلوع علي  عبدالله مقابل بضع سنين من الحكم لكن الآخر وهو الأدهى والأكثر مكرا, أستأثر بطبق الحلوى لوحده.. شرد نده, وتركه يطوف البلاد باحثا عن هويته التي أضاع..  أما الآخر المدعو عفاش فاستمر  في مج خيرات الأرض غير عابئ بالأصوات التي بدأت تضج من الفقر والعوز حوله وأكتفى بتوظيف  قلة من الشعب وأجزل لهم العطاء ليكونوا درعه الحصين.. الواقع أني أحزن لذكاء هذا الرجل.. لو جند هذا الذكاء  لمصلحة شعبه لعبده الشعب دون ريب.. فـ تاريخه لا يمكن أن يختصر في مقالة. وسياسته الفذة والمجندة للحفاظ على عرشه وممتلكاته تبهر متابعها.. لا أشيد به فهو قاتل.. بشع.. وإنما أقول لو كان رجلا صالحا مع ما حباه الله من الذكاء السياسي لعمل لخير أرضه..
كما أسلفت, لم يأخذ وضع الأنسان اليمني البسيط الصدارة في الاهتمام.. الكل منشغل بالوضع السياسي 
أما المواطن البسيط الصابر المتقبل جنون وعنجهية زمر التسلط فهو بين مطرقة تناحرات طغم الحكم وبعضها من ناحية,  وبين سندان الكيانات المنبعثة من بؤر الخيانة والتبعية والفوضى من ناحية أخرى..
منذ عقود والبيادق تتساقط والوطن يغرق وحرب الكراسي والمصالح لا تنتهي.
اليمن بحاجة إلى معجزة لانتشالها من جوف الحوت.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. اللهم جنّب اليمن الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الأحد، 22 مارس 2015

ذوي







لئلا تأخذنا الصغائر إلى مفترقات الطرق ولكي لا يدب بيننا الصد ولا تفرد الفتنة ضبابها في أوردتنا.. أنساب كالهواء أرمم كل صدع.. لا أقول لا لمستغيث أو طالب حاجة.. ولا أتأخر عن تأدية واجب في فرح أو حزن.. أحبهم فهم أنسجتي وعظمي الذي يحملني حين لا يقوى العظم على حملي.. أشاطرهم الدم والهوية والانتماء.. أقاسمهم روحي ولهم في خاطري الصدارة والإيثار حتى على نفسي.
حين صعب عليَّ إقناع ذوي الإنسانة التي اخترتها شريكة لحياتي, لجأت إليهم راجيا تدخلهم بما يرفع ذكري ويشد أزري أمام القوم.. لم أشك لحظة واحدة في ولائهم لي فأنا شديد الولاء.. قريب مجيب.. صادق الإحساس والنية لذا سألتهم العون ولم أحر جوابا.. صمتهم كان غريبا ونفورهم كان أغرب.. أرسلت لهم رسائل استفسار على هواتفهم..
فجاء رد أحدهم قاطعا كالسيف: أتتزوج لتأتي لنا بسُذُّج مثلك.. اتق الله فينا يا رجل!!