الاثنين، 13 أغسطس 2012

دعوة للبر

وإياكم على البر
تتحدث بابتسامة وفرح كأنها أحرزت المستحيل.
تقول: سمعت أن التسبيح بالسبحة بدعة وأن التسبيح باليد أفضل من غيره لهذا حاولت إقناع أمي بترك السبحة
ورجوتها الاعتماد على أصابع يديها, لكنها أبت الإنصات لي واتهمتني بالسطحية.
جمعتُ السّبح الموجودة في المنزل ووضعتها في صندوق القمامة كي أضع أمي أمام خيار واحد لا ثاني له وهو الاعتماد على يديها فقط.
بحثت أمي عن السبح في كل مكان ولما لم تجدها سألتني عنها فقلت أني لا أعرف, اضطرت بعد أن يئست
من إيجادها إلى استخدام يدها. وبهذا ساعدت أمي في استخدام يدها للتسبيح والذكر.
وأردفت:
صحيح أنها تخطى أحيانا في العدد لكني متيقنة أنها سوف تتمكن يوما ما من ضبط العدد.
عندما سمعت حديثها هذا
تذكرت الاية الكريمة : (الّذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
فقد رأيت في هذا العمل الكثير من المعاصي أولا: عقّت أمها لأنها أخذت منها شيء دون رضاها وأجبرتها على فعل شيء دون قناعة
وقد قال عز من قائل (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) الاية
ثانيا: كذبت على أمها وادعت عدم معرفتها بمكان المسابح وتركتها تبحث عنها حتى كلّت.
ثالثا: سرقت.. لأن السرقة هي أخذ الشيء وأتلافه دون معرفة صاحبه.
دعوة للبر
أنتَ الآن ولد, وغدا ستكون الوالد, وأنتِ اليوم البنت, وغدا تكونين الوالدة بأذن الله فسارعوا للبر لتنالوا
خير الدنيا والآخرة, وعامل والديك زاحسن اليهما كما تحب ان يعاملك اولادك ويحسنوا اليك, وانظروا معي ماذا قال الله عز وجل عن الوالدين:
قال تعالى : ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا ) البقرة 83
وقال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) النساء

قال تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) العنكبوت 8
قوله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف
ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )الإسراء 23- 24
وقال جل وعلا ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده
وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) الأحقاف 15-16
وقال جل شأنه( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن
جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14-
1


عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا:
حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه سلم ( كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ]

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل
أحب إلى الله عز وجل؟ قال: ( الصلاة على وقتها) قال ثم أي قال ( بر الوالدين ) قال ثم أي؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله )

وعن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما )
أخوتي في الله علينا بر والدينا ومراعاتهما وأتباع ما أمر الله به في السمع والطاعة لهما , كما علينا
الرفق بهما, وأن ندقق ونتحرى الصدق في المعاملة بما يرضي الله ويرضيهما, أعاننا الله
وأياكم على البروجميع الطاعات إنه قريب مجيب.

0 التعليقات: