الأحد، 6 مايو 2012

ثلاثي الضحى ج2

ثلاثي الضحى ج2
في الصباح قبل أن أنزل إلى الأسفل, راقبت وجهي.. جمال عربي عادي.. هل يمكن أن أُلفت انتباهه.. النساء في تلك البلاد لا ينقصهن الجمال.. يا لحماقتي.. وضعتُ شالاً على ر أسي.. لأبدو أكبر من سني ولأبدو أكثر وقارا.

بعد وجبة الإفطار جلست أمي - كالمعتاد - على شرفة تطل على حديقة المنزل وكنت كل صباح أجلس بقربها نناقش جدول اليوم كاملاً خاصة وأننا في موسم الإجازة الصيفية.. والخروج إلى الأسواق لشراء ما نحتاجه وما لا نحتاجه هو متعتي الأولى.

غير أن هذا الصباح يجلس بقربها (زائر منتصف الليل) تراجعتُ بعد ولوجي إلى الشرفة لما رأيته بينهما من انسجام فقد كان نقاش ودي ينساب بينهما كما ينساب الماء في سواقيه.. تراجعت..

نادتني أمي وأصرت على جلوسي معهما.. جلست أمي دقائق ثم انصرفت!

رفع عينيه في وجهي بجرأة أكبر من التي كانت بوجود أمي.. بدأ يتحدث بود وطيبة.. ولأني لم أتعود إلا الصراخ والكلام الجاف من أبي وأخوتي فقد أربكتني معاملته, كنت أظن أن الرجال كلهم مثل أبي وأخوتي.. ليس عندي معلومات كافية عن الرجل بشكل عام ولكني أظن أن حديث هذا الرجل فيه شيء يحرك حواسي.. نهضت وتركته بمفرده.. سمعت أمي تتحدث في المطبخ فاتجهت إليها وجدتها تحمل كوبان من العصير.. رن جرس الهاتف أخذت تتحدث فيه.. وتشير إلي أن أحمل العصير لي وللضيف.. جاء صوته من ورائي.. فجأة.. قال سنشرب العصير هنا ارتفع شعر رأسي كله حتى كأني احسست بأذني تنتفضان.. أشارت أمي إليّ بالجلوس معه.

 قالت: سأذهب إلى أبيك أُعطيه قائمة طلبات غداء اليوم.. ذهبت وبقيت معه في المطبخ نشرب العصير وهو يتكلم بلغة عربية طلقة لولا بعض المصطلحات كانت تغيب عنه, سألته كيف تعلم العربية.. أجاب: من قراءة القرآن ومن أبي فهو في المنزل لا يتحدث إلا العربية.. كان يتحدث وأنا أنصت إليه باهتمام ولا أستطيع تمييز بعض كلماته ونظراته بدقه, لكني كنت احسه يهوي باتجاهي وكنت أتساءل كيف أوقف ارتماء هذا الكائن نحوي؟

1 التعليقات:

الشاعر والكاتب احمد هيكل يقول...

سعدت با لتوصل معكم
وتشرفني زيارتكم وتوصلكم
وأرئكم واقترحتكم
في مملكتي
دمــــــــــوع وحـــــــــــــــنين
http://dmoaa.blogspot.com