الاثنين، 16 أبريل 2012

مسافرة



مسافرة.. أقف على قارعة طريق أسفلتي مرسوم إلى الأفق, وأحراش تحيط بجانبيه.. أقف ملتحفة إزاري الأسود وبقربي حقيبة سفر. إن أنهكني الوقوف جلست برفق عليها ولا أُلقي بثقلي كله عليها خشية أن تنهار قوائمها فتصبح ملابسي في الخلاء كما أنا.

الشمس تغازل الأفق فتقترب منه.. ترتمي إلى أحضانه بلهفة المشتاق ليُلقي الضياء آخر تحاياه على وجهي الحزين ويتركني محاطة بمئزري الكئيب.. أشده أكثر حول كتفي.. أراقب الطريق فربما يمر موكب النجاة من هنا.. أو ربما مسافر ضل طريقه في ظلمة النسيان فقادته الدروب إلى موضع كموضعي هذا.. أو ربما.. أو ربما.

 أمسيت بين وقوف متململ وجلوس.. أشد مئزري حولي.. أربت فوقه أحياناً.. أواسيه, فليلنا وإن تلبد أو تطاول إلى انتهاء, وغدنا وإن أوغل في الجفاء آتيا لا محاله ولربما غداً يفاجئنا بقربه وتبهرنا ملامحه ونصاعة جوهره.

بيد أني في انطوائي أوشكت مزاهري على التمرد عندما انخفضت قناعاتي إلى الحضيض.. رغم أني ما زلت أجيد رسم الابتسامة على شفاه هاجمها القنوط  .

ما زلت انتظر على الطريق ما انحنت هامتي, لكن مخاوفي بدأت لعبة المطاردة.. فكأني أسمع أنين قادم من الأحراش الممتدة على جانبي الطريق.. أو كأنني لمحت ظل زائر من الفضاء.. أو ربما أنا أُجن.. أغمضت عينيَّ كي لا أرى,فشعرت بالنعاس.. فركت عيني وبدأت في امتطاء بعض أحلامي السعيدة ريثما يسفر الطريق عن أمل يقودني إلى مدائن النور أو حتى يضعني على أول طريق واضح الملامح.

تغلغل البرد في ثنايا مئزري وبدأ ينهال على جسدي الرقيق بسياطه.. بدأت بالتقرقف والانكماش, ومئزري الحزين يئن تحت ضغط شد أصابعي عليه وكأنه يصرخ: ترفقي بي فما أنا إلا مئزرك أتمزقُ تحت ضغط أصابعك فلا أعود أنفعك.. أرخيت لجامه وربتُّ عليه.. بينما رياح باردة تلفح وجهي وأصوات أحراش تتطاول إلى سمعي, تخالطهما أصوات طبيعة باردة وموحشة.. وليس هناك أي بادرة أمل بحصول  المستحيل.... بكل قناعتي وما أوتيت به من صلد قررت الرحيل.. حملت حقيبتي وبدأت السير على أول الطريق فقدماي مازالتا تحملاني.. وهما اليقين الذي سأعتمد عليه.. قد يكون انتظار الأمل ليس مستحيلا بل أبعد من المستحيل.. لهذا أوصيت روحي بالثبات واعتماد اليقين .

3 التعليقات:

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا أمل
رحلة إلى المجهول وحقائب الغياب بيدك وتذاكر البعد في اليد الأخرى وبينهما ألم وخوف فـ إلى أين سـ تصل الرحلة؟"
؛؛
؛
أمل كوني بخير
فـ حروفك ترتدي السواد
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

اريج الامل يقول...

الرائعة ريماس: السير باتجاه المجهول خير
من الوقوف بانتظاره.
وقد تحصل المفاجأة ويسفر الانطلاق
عن ومضة.. تغير ملامح الطريق.
لوجودك أريج يبهج المسافات
دمت بالقرب

اريج الامل يقول...

العزيزة ريماس:ليس سواد وانما-ربما-

المبالغة في وصف ماترصده العين

كوني بالقرب دائما
amal