الخميس، 6 سبتمبر 2018

الجوع الآخر





الجوع هو خلو المعدة من الطعام والشراب وبالتالي تضورها لما يكسر حدة هذا الفراغ الضاري والمعربد بداخلها.
أما جوع ابنتي فهو جوع آخر.. جوع لم أسمع عنه قط, أو هذا ما خطر لي في البدء:
-         أنا جائعة, أريد أن ألعب!
ضحكت لقولها وأردت تصحيحه, لكنها أنكرت قولي
واعادت ما قالته بثقة مستفزة.

-         حسنا, اذهبي إلى جارتنا أم عائشة أو أم أحمد والعبي مع بناتهن.
أجابتني بحزن:
-         عادوا إلى اوطانهم. نصف العمارة اصبح فارغا تجري فيه الريح..!..
 لم أحر  جوابا..
 أنه الواقع وما أدراك ما الواقع!..
 صدقت بنيتي حين أسمته  جوعا, أنه الجوع وأكبره جوع المشاعر,
الجوع الذي قلما يُلتفت إليه. جوع النفس للأمن, جوع القلب للدفء, 
 والجوع الاكبر للوطن.. الجوع الذي يتركنا في مهب الريح نهب الزوابع والعواصف التي تجن بها المرافئ. فمن يعيرني وطن؟.. من يفعل؟.

0 التعليقات: