الاثنين، 22 أغسطس 2016

الأتجاه الآخر

  ا




الأصداف التي ذابت في حضن الموج , امتص البحر لآلئها وتركها على الرمل تحت أقدام العابرين ,كانت ومازالت, تلك الأصداف, تنفخ أعاصير الهلع في نفسي.. تقفل الأبواب المواربة.. تبقيني على صخرة الحذر لـ تتكسر الأمواج على فولاذ إعراضها.
 أمي أميرة مستوطنة التحذير التي شببت بعرصاتها لا تنسى ولا تمل من المقارنة بين الصدف والصخر..
 تقول لي دائما: كوني الصخر الذي يُبنى به البيوت ولا تكوني صدفة تفتح أبوابها لمن يمد يده لانتزاع قلبها
ثم يتركها للبحر. أعاهدها دائما أني لن أعانق البحر قبل أن يبلغ الأجل محله. فتهدأ إلى حين..
ذات مساء قبل أن تلم الأزهار بتلاتها وتأوي الطيور إلى أعشاشها,كنت مع صديقتي إذ تعثرنا به في زاوية الطريق.. كانت عيناه موج وأنا أقسمت أني لن أعاقر الموج خلسة..لكني تسمرت أمامه للحظات.. كانت عيناه مروج ممتدة وأفق يتعدى جمال خيال ينسجه توق أنثى حكايات شغف تتمنى أن تعيشها يوما ما.. ياه .. يا لعينيه الغارقتين في موج الحنين والأشعار, كيف سأنجو من هذا الموج وأنا ألتزم الخطوط المستقيمة. ترى هل دربنا واحد؟
 قبل الانحدار أدركني الوعي وشد لجامي, تلفت فإذا بالطريق قد فتحت مصارعها أمامي للهرب, لكزت صديقتي: إن الحقي بي أن استطعت.
عدت إلى منزلي وأنا اعلم انه قد علق بي الكثير منه.. طفقت أنفض ملابسي وشعري.. طرقت على راسي أناديه: إن اخرج من راسي, لن تسكنني قبل أن أقرأك جيدا.. وقبل أن استرسل في محادثة طيفه. رن هاتفي الخاص. وإذا بصديقتي تقول لي:  كان ضريرا, يبحث عن الاتجاه الآخر.

0 التعليقات: