محاكاة

محاكاة
(صمت رجل)

هل ستجرؤ على دق إيقاعه المتراخي حتى تتقشر الفكرة عن مضمونها في خلده..

هل ستتقن تمثيل سكناته الجليد وهي طفرة أجيج لا يهدأ..

وقفت أمام المرآة..تتمثل وجوده القريب, البعيد..

قالت: سأرسم ملامحه على وجهي لأرى ماهو صانع؟

سأحاكيه..

عينان غائمتان تغوصان في الأفق..

فم مطبق تتمرد شفاهه بالتلوي بين الفينة والأخرى..

حاجب يرفعه الذهول ..

وجه داكن مبعثر التفاصيل..

حضور لا يفرق كثيرا عن الغياب..

بانزعاج هزت رأسها وقالت:    لا لا, لن أحاكيه.. أخاف يتلبسني جموده..

لفظت الفكرة برغم جوانبها الوضاءة..

حين أقبل.. أرخت وجهها قليلا..سمحت لنظرة رضاء تطوف بعينيها..

وابتسامة ود  تلوح على محياها تهمس بما لا تحسنه الشفاه من القول.

بعجب نظر إليها..أطرق هنيهة ثم رفع رأسه ووميض لا يُخفى يتسرب من شرخ دهشته..

 موسيقى ود فاح أريجها  أخاذا.. سمح لعينيه أن تطوف بوجهها الودود..

مرر أصابعه على خدها..

قبل أن يزول السحر..

سارعت بإطلاق سرب من التساؤلات حول درب  مبهم لا يكلان من السير فيه..

أوجم وعاد معتما كما هي عادته.. وقبل أن يغادر مز شفتيه وقال : لا افهم حواء!!

ردت مستاءة من نفسها: أما أنا فقد فهمت.