الأربعاء، 25 يونيو 2014

من السنة



  لأن شريحة كبيرة من مجتمعنا العربي ابتعدت كثيرا عن التعاليم الجوهرية للإسلام, أغوتها المظاهر فالتفتت إلى القشور  وأهملت الجوهر.
اندثرت ,أو كادت , الكثير من الفضائل في سلوك  "عربي العولمة" إذا صح التعبير. فأصبحت فضائل الأخلاق شحيحة الموارد .


 
فأين نحن من" الصدق ولو على قطع الرقاب" وأين نحن من البر, وإعانة الملهوف, وإكرام الجار.. أين منا الجود والكرم, والعدل, والتواضع.. حتى شهر الصوم أصبح عنوانا للدراما والسهرات الخليعة والخيام الرمضانية الماجن معظمها..
فسبحان الله, كيف انقلبت المعايير, وأصبح الدعم والأثرة للفاسق والمتخلع  وأصبح الفقير تهمة يجب التبرؤ  منها, حتى وإن كان صالحا.وكما قال الحبيب : ( رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره)
ولا أشك أن الكثير منكم يتفق معي على التذكير بين الوقت والآخر بفضيلة الأخلاق الحسنة والمحافظة عليها كما  أوصانا الحبيب علية صلاة الله ورضوانه.. وفي أحاديثه التي أنتقيتها لموضوعي هذا الدلالة الشافية بإذن الله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه). رواه البخاري ، ومسلم)
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا قال للنبي صلي الله عليه وسلم: أوصني. قال لا تغضب) فردد مرارًا ، قال: (لا تغضب(. رواه البخاري
عن أبي ذر جندب بن جنادة ، وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما ، عن الرسول صلي الله عليه وسلم ، قال: (اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن(رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس). رواه مسلم.
عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )
عن أنس رضي الله عنه قال : "ما سٌئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه ، ولقد جاء رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : "يا قوم أسلموا فإن محمدًا يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر .." رواه مسلم .
وعن حلمه(عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظر إلى صفحة عنق رسول الله  صلى الله عليه وسلم وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فضحك وأمر له بعطاء. البخاري( جبذه معناها جذبه)
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح. ‏
‎‎
ومن هذه الأخلاق الحسنة
قال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله تعالى ورسوله: الحلم، والأناة ) رواه مسلم. ‏
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم
وخاطبه عز من قائل بقوله تبارك وتعالى:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) سورة آل عمران
وعن عائشة رضي الله عنها قالت عن رسولنا الأكرم عليه الصلاة والسلام( كان خلقه القرآن) وقال عليه أفضل صلاة وأزكى سلام ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي .. لا شك عزيزي القارئ أن لدينا المنهج القويم في ما تركه لنا رسولنا الكريم, عض عليه بالنواجد تغنم بإذن الله..

 

0 التعليقات: