الخميس، 31 ديسمبر 2020

ليمون في زمن الجوع





من يغتال وطن لن يعجزه أطفاله...
فكوني يا ليمون امرأة قبل أن تلتئم حلمة أمك ويجف حليبك من صدرها, وقبل أن يحفظ وجهك الركن الذي لعبتِ فيه مع أترابك, وقبل أن تتعلمين كيف تربطين خيط حذاء المدرسة, وحتى قبل تتعلمين النظر إلى المرآة وتتأملين وجهك الجميل.
كوني امرأة قبل أن تزاولين رجز الأحلام البريئة.
كوني امرأة ليبقى أهل الظلام في اوكارهم, يمضغون مع آفة القات فضائعم وهزائمهم.
كوني امرأة في ظل اشباه بشر غزاهم الجنون فصورت 
لهم أحلامهم فتوحا هي في حقيقتها نعوش وخيبات.
واغفري لي كلماتي الساذجات وأنا أرى لحمك الغظ وليمة لثور تكدس عمره خلفه, فظن أن التهامك يعيد له الصبأ
ولاتغفري لرجل باعك بدراهم معدودة وكان فيك من الزاهدين.. باعك ليسد رمقه وكان احرى به بيع لحمه ليسد رمقك أنت.
ولكن ماذا نقول؟..  ففي زمن الجوع كل شي قابل للبيع.. في زمن الصراعات والجهل والفقروالمرض والفجوات الأجتماعية والحاجة الماسة للقمة العيش تسقط القيم وتضيع الكرامة....
 ولكن أن يصل الأمر إلى بيع فلذات الأكباد فهذا هو العار.. العار بعينه.. عار لبسه أب ضاعت منه أبوته ورجولته ونخوته كما ضاعت ممن باعوا أوطانهم وتركوا شعوبهم تتكفف وجوه المرافئ.

0 التعليقات: